بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدّر فهدى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى.
إن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان وأكرمه بالعقل والفطرة ليهتدي للحق، ويرتقي في مراقي الصفاء والعزة والكرامة والسعادة، وبث سبحانه في هذا الكون الآيات النيرات والعلامات الواضحات والبينات الساطعات التي تدل على وحدانيته وبديع صنعه وكمال قدرته وإحاطة علمه، فجعل السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما قرآنا مفتوحاً يدل عليه ويدعوا إليه.
قال تعالى: (أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون).
وقال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب).
وقال تعالى: (وفي الأرض آياتٌ للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
الآيات في هذا كثيرة معلومة.
لقد وهب الله الإنسان عقلاً يميز به بين الضار والنافع والخير والشر، وزاده من فضله بأن فطره على الفطرة السليمة فـ(كل مولود مولود يولد على الفطرة..).
ومن مزيد فضله وكرمه وإنعامه أنه مع كل ما أعطاه لعباده من العقل والفطرة المستقيمة ومع كل ما بسطه من الآيات الباهرات، تفضل عليهم بإرسال الرسل الكرام مؤيًّدين بالوحي والآيات ليدعوا الناس إلى عبادة ربهم ويعرفوا الناس بخالقهم ويتلوا عليهم كلامه ويوصلوا إليهم رسالته إلى عباده، ليزدادوا به معرفة وله حباً وأليه تقرباً، فسبحانه من إله عظيم حليم رحيم ودود.
إن التفكر مفتاح عظيم للقلوب ومصباح للعقول، يزيد الإنسان بصيرة وطمأنينة، فبه يتحرر الإنسان من براثن الجاهلية، وينجوا من التبعية العمياء، ويسلم من التقليد والتعصّب للأفكار الخاطئة والعادات السيئة، وبه تصفوا النفوس وتزكوا الأرواح.
وبالتفكر يغوص الإنسان في بحور الحكمة، ويرتقي إلى حياة الأرواح النقية التي ترفعت عن السفاسف والسخاف.
لذلك نجد أن الله سبحانه يمدح في كتابه الكريم المتفكرين في آياته، أصحاب العقول والألباب، ويخبرنا سبحانه أنهم هم الذين يستفيدون من آياته وخطابه وشرعه، بينما يذم سبحانه من ركن إلى العادات الجاهلية ولم يحكم عقله ولم ينصت إلى فطرته التي فطره الله عليها ويصفهم سبحانه أنهم كالأنعام بل هم أضل.
قال تعالى: (...قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) وقال: (...إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وغيرها من الآيات.
ويقول سبحانه في شأن الكافرين والمنافقين: (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل..).
ويقول سبحانه: (ولكن المنافقين لا يفقهون) ويقول: (ولكن المنافقين لا يعقلون).
ويستنكر سبحانه على الكافرين عدم تفكرهم فيقول سبحانه: (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين، أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون).
ويأمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الكفار إلى التفكر فيقول سبحانه: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا...).
إذا كانت هذه هي منزلة التفكر فما لنا قد هجرناه وركنا إلى التقليد ورضينا بالتبعية العمياء.
إن مصيبة الأمة بل الأمم منذ القدم هو عدم التفكر، وفي واقعنا اليوم نحن بحاجة ماسة إلى التفكر سواء في إنزال الأحكام الشرعية أو في فهم الواقع والطرق السليمة لتصحيح مسار الأمة.
ومع كثرة الفرق والجماعات، واختلاف المشارب والمذاهب، وانتشار الكذب وتلفيق الحقائق، نحتاج إلى التفكر والنظر في الأمور بغور وتمحيص.
إن الأمة اليوم هي ضحية إعلام عميل أو شيوخ إفك وتضليل، قد غيروا السبيل وأضلوا جيلا بعد جيل، ولم يسلم كثير من طلبة العلم ومدعي الفهم من الوقوع في تلك الشباك والسقوط في تلك الأشراك.
وهذا ما سوف أتحدث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدّر فهدى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى.
إن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان وأكرمه بالعقل والفطرة ليهتدي للحق، ويرتقي في مراقي الصفاء والعزة والكرامة والسعادة، وبث سبحانه في هذا الكون الآيات النيرات والعلامات الواضحات والبينات الساطعات التي تدل على وحدانيته وبديع صنعه وكمال قدرته وإحاطة علمه، فجعل السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما قرآنا مفتوحاً يدل عليه ويدعوا إليه.
قال تعالى: (أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون).
وقال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب).
وقال تعالى: (وفي الأرض آياتٌ للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
الآيات في هذا كثيرة معلومة.
لقد وهب الله الإنسان عقلاً يميز به بين الضار والنافع والخير والشر، وزاده من فضله بأن فطره على الفطرة السليمة فـ(كل مولود مولود يولد على الفطرة..).
ومن مزيد فضله وكرمه وإنعامه أنه مع كل ما أعطاه لعباده من العقل والفطرة المستقيمة ومع كل ما بسطه من الآيات الباهرات، تفضل عليهم بإرسال الرسل الكرام مؤيًّدين بالوحي والآيات ليدعوا الناس إلى عبادة ربهم ويعرفوا الناس بخالقهم ويتلوا عليهم كلامه ويوصلوا إليهم رسالته إلى عباده، ليزدادوا به معرفة وله حباً وأليه تقرباً، فسبحانه من إله عظيم حليم رحيم ودود.
إن التفكر مفتاح عظيم للقلوب ومصباح للعقول، يزيد الإنسان بصيرة وطمأنينة، فبه يتحرر الإنسان من براثن الجاهلية، وينجوا من التبعية العمياء، ويسلم من التقليد والتعصّب للأفكار الخاطئة والعادات السيئة، وبه تصفوا النفوس وتزكوا الأرواح.
وبالتفكر يغوص الإنسان في بحور الحكمة، ويرتقي إلى حياة الأرواح النقية التي ترفعت عن السفاسف والسخاف.
لذلك نجد أن الله سبحانه يمدح في كتابه الكريم المتفكرين في آياته، أصحاب العقول والألباب، ويخبرنا سبحانه أنهم هم الذين يستفيدون من آياته وخطابه وشرعه، بينما يذم سبحانه من ركن إلى العادات الجاهلية ولم يحكم عقله ولم ينصت إلى فطرته التي فطره الله عليها ويصفهم سبحانه أنهم كالأنعام بل هم أضل.
قال تعالى: (...قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) وقال: (...إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وغيرها من الآيات.
ويقول سبحانه في شأن الكافرين والمنافقين: (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل..).
ويقول سبحانه: (ولكن المنافقين لا يفقهون) ويقول: (ولكن المنافقين لا يعقلون).
ويستنكر سبحانه على الكافرين عدم تفكرهم فيقول سبحانه: (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين، أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون).
ويأمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الكفار إلى التفكر فيقول سبحانه: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا...).
إذا كانت هذه هي منزلة التفكر فما لنا قد هجرناه وركنا إلى التقليد ورضينا بالتبعية العمياء.
إن مصيبة الأمة بل الأمم منذ القدم هو عدم التفكر، وفي واقعنا اليوم نحن بحاجة ماسة إلى التفكر سواء في إنزال الأحكام الشرعية أو في فهم الواقع والطرق السليمة لتصحيح مسار الأمة.
ومع كثرة الفرق والجماعات، واختلاف المشارب والمذاهب، وانتشار الكذب وتلفيق الحقائق، نحتاج إلى التفكر والنظر في الأمور بغور وتمحيص.
إن الأمة اليوم هي ضحية إعلام عميل أو شيوخ إفك وتضليل، قد غيروا السبيل وأضلوا جيلا بعد جيل، ولم يسلم كثير من طلبة العلم ومدعي الفهم من الوقوع في تلك الشباك والسقوط في تلك الأشراك.
وهذا ما سوف أتحدث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.