بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إن الاستجابة لأمر الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم دليل على رسوخ الإيمان وصدق المحبة وقوة اليقين قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله...).
ولقد ضرب المثل الأروع في هذا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما إن يأتيهم الأمر من الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم إلا وتراهم يتسابقون ويتسارعون إلى الطاعة والاستجابة في حب وخضوع وانقياد ولم يقدّموا على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم قول أحد.
يقول علي رضي الله عنه للحارث الأعور: إنه ملبّس عليك، إن الحق لا يُعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله.
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: يوشك أن تسقط عليكم حجارة من السماء أوقل لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر.
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: اقبلوا الحق من كل من جاء به ولو كان كافراً-أو قال فاجرا- واحذروا زيغة الحكيم، قالوا: كيف نعلم أن الكافر يقول كلمة الحق؟ قال: إن على الحق نورا.
ولما جاء الجيل الذي يليه بدأت بوادر البدع والخروج عن السَّنَن تطفوا على السطح فتصدّى الصحابة رضوان الله عليهم لتلك البدع وحاربوها وقيض الله لهذه الأمة أئمة كشفوا زيوف الباطل وتصدوا لكل داعية إلى الضلال.
ولكن من قل نصيبه من الاتباع وركبته الأهواء ولم يدع لنفسه فرصة للتفكر والتدبر جرفته أمواج الفتن وعصفت به رياح الأهواء حتى ألقته في فلاة التيه والحيرة.
ولما سرى في الأمة مرض التقليد ووباء التعصب للمذاهب والأفكار والأشخاص انفرط عقد الإسلام وتشعبت موارده لدى الناس، فاستعاضوا عن الأدلة أقوال وآراء الرجال، وبدأ تقديس الكتاب والسنة ينافسه ويزاحمه تقديس الرجال والآراء، حتى زالت هيبة الدليل عن القلوب وأصبح كلام الشيخ ورأيه دليلا يغني عن طلب الدليل.
ووبسبب هذا الوباء كم تُركت من فروض وسنن ودُفعت من أدلة وحُرِّفت من مفاهيم ووُضعت من أحاديث لنصرة مذهب أو رأي، وكم حدثت فتن ووقعت محن وأوغرت صدور وأُجلبت شرور بسبب البعد عن الدليل والتعصب للرأي الخارج عن الهدي والسبيل.
قال الشيخ عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله: فيجب على الإنسان الالتفات إلى كتاب الله، وسنة نبيه، وطريقة أصحابه والتابعين، وأئمة الإسلام، ولا يعبأ بكثرة المخالفين بعدهم ; فإذا علم الله من العبد الصدق في طلب الحق، وترك التعصب، ورغب إلى الله في سؤال هدايته الصراط المستقيم، فهو جدير بالتوفيق ; فإن على الحق نورا، لا سيما التوحيد الذي هو أصل الأصول، الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو توحيد الإلهية؛ فإن أدلته وبراهينه في القرآن ظاهرة، وعامته إنما هو في تقرير هذا الأصل العظيم.
ولا يستوحش الإنسان لقلة الموافقين، وكثرة المخالفين، فإن أهل الحق أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، لا سيما في هذه الأزمنة المتأخرة، التي صار الإسلام فيها غريبا.
والحق لا يُعرف بالرجال، كما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لمن قال له: أترى أنا نرى الزبير وطلحة مخطئين، وأنت المصيب ؟ فقال له علي: "ويحك يا فلان! إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله" وأيضا قال: "الحق ضالة المؤمن".
وليحذر العاقل من شبهة الذين قال الله عنهم: {لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}[سورة الأحقاف آية: 11]، {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [سورة الأنعام آية: 53]. وقد قال بعض السلف: "ما ترك أحد حقا إلا لكبر في نفسه" ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر" ، ثم فسر الكبر: بأنه "بطر الحق" أي: رده، "وغمط الناس" أي: احتقارهم وازدراؤهم.اهـ
وعند قيام دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وفق الله كثيراً من علماء الأمة وشبابها الذين تركوا التقليد والتعصب ودعوا الناس إلى التجرد للحق واتباع الدليل ومع مرور السنين التزم كثير من الناس خصوصا من طلبة العلم التزموا من حيث التدريس والتنظير الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ التقليد ولكن لو نظرنا إلى حقيقة الواقع لوجدنا أنهم وقعوا في شباك التقليد من حيث لا يشعرون.
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله نوضح هذا الأمر ونذكر أمثلة عليه وبالله التوفيق
. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إن الاستجابة لأمر الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم دليل على رسوخ الإيمان وصدق المحبة وقوة اليقين قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله...).
ولقد ضرب المثل الأروع في هذا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما إن يأتيهم الأمر من الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم إلا وتراهم يتسابقون ويتسارعون إلى الطاعة والاستجابة في حب وخضوع وانقياد ولم يقدّموا على قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم قول أحد.
يقول علي رضي الله عنه للحارث الأعور: إنه ملبّس عليك، إن الحق لا يُعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله.
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: يوشك أن تسقط عليكم حجارة من السماء أوقل لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر.
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: اقبلوا الحق من كل من جاء به ولو كان كافراً-أو قال فاجرا- واحذروا زيغة الحكيم، قالوا: كيف نعلم أن الكافر يقول كلمة الحق؟ قال: إن على الحق نورا.
ولما جاء الجيل الذي يليه بدأت بوادر البدع والخروج عن السَّنَن تطفوا على السطح فتصدّى الصحابة رضوان الله عليهم لتلك البدع وحاربوها وقيض الله لهذه الأمة أئمة كشفوا زيوف الباطل وتصدوا لكل داعية إلى الضلال.
ولكن من قل نصيبه من الاتباع وركبته الأهواء ولم يدع لنفسه فرصة للتفكر والتدبر جرفته أمواج الفتن وعصفت به رياح الأهواء حتى ألقته في فلاة التيه والحيرة.
ولما سرى في الأمة مرض التقليد ووباء التعصب للمذاهب والأفكار والأشخاص انفرط عقد الإسلام وتشعبت موارده لدى الناس، فاستعاضوا عن الأدلة أقوال وآراء الرجال، وبدأ تقديس الكتاب والسنة ينافسه ويزاحمه تقديس الرجال والآراء، حتى زالت هيبة الدليل عن القلوب وأصبح كلام الشيخ ورأيه دليلا يغني عن طلب الدليل.
ووبسبب هذا الوباء كم تُركت من فروض وسنن ودُفعت من أدلة وحُرِّفت من مفاهيم ووُضعت من أحاديث لنصرة مذهب أو رأي، وكم حدثت فتن ووقعت محن وأوغرت صدور وأُجلبت شرور بسبب البعد عن الدليل والتعصب للرأي الخارج عن الهدي والسبيل.
قال الشيخ عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله: فيجب على الإنسان الالتفات إلى كتاب الله، وسنة نبيه، وطريقة أصحابه والتابعين، وأئمة الإسلام، ولا يعبأ بكثرة المخالفين بعدهم ; فإذا علم الله من العبد الصدق في طلب الحق، وترك التعصب، ورغب إلى الله في سؤال هدايته الصراط المستقيم، فهو جدير بالتوفيق ; فإن على الحق نورا، لا سيما التوحيد الذي هو أصل الأصول، الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو توحيد الإلهية؛ فإن أدلته وبراهينه في القرآن ظاهرة، وعامته إنما هو في تقرير هذا الأصل العظيم.
ولا يستوحش الإنسان لقلة الموافقين، وكثرة المخالفين، فإن أهل الحق أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، لا سيما في هذه الأزمنة المتأخرة، التي صار الإسلام فيها غريبا.
والحق لا يُعرف بالرجال، كما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لمن قال له: أترى أنا نرى الزبير وطلحة مخطئين، وأنت المصيب ؟ فقال له علي: "ويحك يا فلان! إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله" وأيضا قال: "الحق ضالة المؤمن".
وليحذر العاقل من شبهة الذين قال الله عنهم: {لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}[سورة الأحقاف آية: 11]، {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [سورة الأنعام آية: 53]. وقد قال بعض السلف: "ما ترك أحد حقا إلا لكبر في نفسه" ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر" ، ثم فسر الكبر: بأنه "بطر الحق" أي: رده، "وغمط الناس" أي: احتقارهم وازدراؤهم.اهـ
وعند قيام دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وفق الله كثيراً من علماء الأمة وشبابها الذين تركوا التقليد والتعصب ودعوا الناس إلى التجرد للحق واتباع الدليل ومع مرور السنين التزم كثير من الناس خصوصا من طلبة العلم التزموا من حيث التدريس والتنظير الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ التقليد ولكن لو نظرنا إلى حقيقة الواقع لوجدنا أنهم وقعوا في شباك التقليد من حيث لا يشعرون.
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله نوضح هذا الأمر ونذكر أمثلة عليه وبالله التوفيق