«لا تولِّ عملك إلا حضرميا. فإنهم أهل أمانة» تلك العبارة كانت جزءا من رسالة خليفة المسلمين الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه التي وجهها إلى واليه على مصر الصحابي الجليل وداهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه وذلك إثر توليه الخلافة.
ذلك
التوجيه من الخليفة معاوية رضي الله عنه لا أعتقد أنه أتى من فراغ فمعاوية
كان أحد كتبة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم فقد يكون سمع ذلك الثناء منه
صلى الله عليه وسلم أو من أحد الخلفاء الراشدين من بعده وقد يكون استنتج
ذلك من خلال تعامله مع الحضارمة الأقدمين.
وإذا
عدنا لحادثة مقدم وائل بن حجر الحضرمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بالمدينة وكيف احتفى به النبي صلى الله عليه وسلم وفرش له رداءه ليجلس
عليه وتكليفه معاوية بمرافقته وأثناء سيرهما ووائل راكبا على جمله
والرمضاء تحرق قدمي المرافق معاوية طلب معاوية من وائل أن يردفه على
راحلته فرفض وائل ذلك الطلب وقال هذا مكان الملوك .هذه الحادثة لم تؤثر في
نفسية معاوية تجاه أبناء حضرموت بعد أن أصبح حاكما فقد أصدر توجيهاته
لواليه على مصر بأن لا يولي عمله إلا حضرميا.
وإذا
عدنا لمثال آخر قبل معاوية عندما ولّى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
القاضي شريح الكندي القضاء فكان كما تقول كتب التاريخ من أشهر وأنقى
القضاة في ذلك الزمن الجميل. هذا جزء من التاريخ الناصع لأهل حضرموت، الذي
استمر سناه إلى عهد قريب وإن خفت أحيانا أو كاد فلأسباب يطول شرحها. لكن
ما يهمنا بذكر هذه الاستشهادات التاريخية استنهاض الهمم واسترجاع تلك
القيم الرائعة والريادة الحضرمية.
وأتذكر
أنني كنت في منتصف 2006م مشاركا في دورة أقيمت في صنعاء للداعية الإسلامي
الكويتي الشيخ عبد الحميد البلالي وأثناء تناولنا الغداء تحدثنا عن تلك
الرواية التي يحملها عنوان المقال فقال الشيخ البلالي حفظه الله «إن
الواقع يؤكد صحة تلك الرواية فنحن في الكويت على سبيل المثال منذ استقلال
الكويت ودخولها عصر النفط والنهضة إلى سنة الغزو العراقي للكويت عام 90م
لا يوجد تاجر كويتي إلا وأمين الصندوق عنده مواطن حضرمي ولا يمكن بحال أن
يأتمن غيره».
وقد
روى كثير من الناس العديد من القصص الرائعة للحضارمة في الكويت أثناء
الغزو العراقي كيف حافظوا على أموال من يعملون عندهم وخبأوها في أماكن لم
تصل إليها أيدي الجنود العراقيين حتى منّ الله على الكويت بالتحرير وحصل
التواصل بين تلك الأطراف وأخبروهم بالأماكن التي تم حفظ الأموال فيها.
وأما
من هاجر إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من أبناء حضرموت فقد
ضربوا أروع الأمثلة في الأمانة والأخلاق والقصص في ذلك كثيرة وتحتاج
لمؤلفات عدة وكبار السن من أبناء المملكة يعرفون قدر الحضرمي وأنه معدن
نفيس، ومع كل ذلك فإن لكل قاعدة شواذ والشاذ يبقى نادرا والنادر لا حكم له.
وقبل
أن نتطرق إلى الواقع وتحديدا بعد مايو1990م يذكر أن معظم من تولّوا وزارة
المالية في حكومات الجنوب كانوا من أبناء حضرموت وإذا تذكرنا الأوراق
النقدية للعملة الورقية الرائعة الشكل واللون والمضمون لمؤسسة النقد
للجنوب العربي فسنتذكر التوقيع عليها لأحد الحضارمة من آل بازرعة كدليل
على ما ذكرنا.
وعندما
نعود للواقع الحالي وفي حضرموت تحديدا نجد أن أي وظيفة إيرادية حتى على
مستوى البريد يتولاها مسؤولون من خارج حضرموت إلا في النادر . هل انعكست
الموازين وأصبح من عرف بالأمانة غير موثوق فيه أم ماذا؟!!
ونعود
للتذكير بأن الهدف من هذا الموضوع كما أسلفت هو استنهاض قيم الخير
والإيجابية التي تحلى بها أهلنا وأجدادنا لنغرسها في نفوس أبنائنا وحفدتنا
ليعود التميز من جديد
بعد أن تلاشت هذه القيم أو كادت تتلاشى بعد ارتهان كثير من شبابنا ومن
يعملون في وظائف عامة لعادات دخيلة على المجتمع الحضرمي كالقات والرشوة
وغيرها وهذا هو البلاء الذي يسبب تحلل كل تلك القيم ويتم الدخول من خلاله
إلى دهاليز مظلمة.. ونقول:
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
خاتــــــمة من الشعر الشعبي الحضرمي :
من حيث ما حطّ القدم للحضرمي يبقى أثر
فيه الأمانة والوفاء والصدق مع بعد النظر
الحضرمي دكـتور ومهندس وعــالم معتبر
الحضرمي موقعه في أعلى تسلسل للتجر
الطيب طبعه والشهامة في بلاده والسفر
الصين تشهد له وتشهد له بالأخلاق المجر
والدين بفضل الله ثم بالحضارم انتشر
في آسيا وافريقيا شرع الحضارم ما قصر
أيضا وفي جـده وفي نجد وفــي الخبر
والعاصمة صنعاء وفي تونس وفي الدوحة قطر
الحضرمي صمته ذهب خالص وكلماته درر
ما يعرف الهذرة ويهرج بالمفيد المختصر
ذلك
التوجيه من الخليفة معاوية رضي الله عنه لا أعتقد أنه أتى من فراغ فمعاوية
كان أحد كتبة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم فقد يكون سمع ذلك الثناء منه
صلى الله عليه وسلم أو من أحد الخلفاء الراشدين من بعده وقد يكون استنتج
ذلك من خلال تعامله مع الحضارمة الأقدمين.
وإذا
عدنا لحادثة مقدم وائل بن حجر الحضرمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بالمدينة وكيف احتفى به النبي صلى الله عليه وسلم وفرش له رداءه ليجلس
عليه وتكليفه معاوية بمرافقته وأثناء سيرهما ووائل راكبا على جمله
والرمضاء تحرق قدمي المرافق معاوية طلب معاوية من وائل أن يردفه على
راحلته فرفض وائل ذلك الطلب وقال هذا مكان الملوك .هذه الحادثة لم تؤثر في
نفسية معاوية تجاه أبناء حضرموت بعد أن أصبح حاكما فقد أصدر توجيهاته
لواليه على مصر بأن لا يولي عمله إلا حضرميا.
وإذا
عدنا لمثال آخر قبل معاوية عندما ولّى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
القاضي شريح الكندي القضاء فكان كما تقول كتب التاريخ من أشهر وأنقى
القضاة في ذلك الزمن الجميل. هذا جزء من التاريخ الناصع لأهل حضرموت، الذي
استمر سناه إلى عهد قريب وإن خفت أحيانا أو كاد فلأسباب يطول شرحها. لكن
ما يهمنا بذكر هذه الاستشهادات التاريخية استنهاض الهمم واسترجاع تلك
القيم الرائعة والريادة الحضرمية.
وأتذكر
أنني كنت في منتصف 2006م مشاركا في دورة أقيمت في صنعاء للداعية الإسلامي
الكويتي الشيخ عبد الحميد البلالي وأثناء تناولنا الغداء تحدثنا عن تلك
الرواية التي يحملها عنوان المقال فقال الشيخ البلالي حفظه الله «إن
الواقع يؤكد صحة تلك الرواية فنحن في الكويت على سبيل المثال منذ استقلال
الكويت ودخولها عصر النفط والنهضة إلى سنة الغزو العراقي للكويت عام 90م
لا يوجد تاجر كويتي إلا وأمين الصندوق عنده مواطن حضرمي ولا يمكن بحال أن
يأتمن غيره».
وقد
روى كثير من الناس العديد من القصص الرائعة للحضارمة في الكويت أثناء
الغزو العراقي كيف حافظوا على أموال من يعملون عندهم وخبأوها في أماكن لم
تصل إليها أيدي الجنود العراقيين حتى منّ الله على الكويت بالتحرير وحصل
التواصل بين تلك الأطراف وأخبروهم بالأماكن التي تم حفظ الأموال فيها.
وأما
من هاجر إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من أبناء حضرموت فقد
ضربوا أروع الأمثلة في الأمانة والأخلاق والقصص في ذلك كثيرة وتحتاج
لمؤلفات عدة وكبار السن من أبناء المملكة يعرفون قدر الحضرمي وأنه معدن
نفيس، ومع كل ذلك فإن لكل قاعدة شواذ والشاذ يبقى نادرا والنادر لا حكم له.
وقبل
أن نتطرق إلى الواقع وتحديدا بعد مايو1990م يذكر أن معظم من تولّوا وزارة
المالية في حكومات الجنوب كانوا من أبناء حضرموت وإذا تذكرنا الأوراق
النقدية للعملة الورقية الرائعة الشكل واللون والمضمون لمؤسسة النقد
للجنوب العربي فسنتذكر التوقيع عليها لأحد الحضارمة من آل بازرعة كدليل
على ما ذكرنا.
وعندما
نعود للواقع الحالي وفي حضرموت تحديدا نجد أن أي وظيفة إيرادية حتى على
مستوى البريد يتولاها مسؤولون من خارج حضرموت إلا في النادر . هل انعكست
الموازين وأصبح من عرف بالأمانة غير موثوق فيه أم ماذا؟!!
ونعود
للتذكير بأن الهدف من هذا الموضوع كما أسلفت هو استنهاض قيم الخير
والإيجابية التي تحلى بها أهلنا وأجدادنا لنغرسها في نفوس أبنائنا وحفدتنا
ليعود التميز من جديد
بعد أن تلاشت هذه القيم أو كادت تتلاشى بعد ارتهان كثير من شبابنا ومن
يعملون في وظائف عامة لعادات دخيلة على المجتمع الحضرمي كالقات والرشوة
وغيرها وهذا هو البلاء الذي يسبب تحلل كل تلك القيم ويتم الدخول من خلاله
إلى دهاليز مظلمة.. ونقول:
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
خاتــــــمة من الشعر الشعبي الحضرمي :
من حيث ما حطّ القدم للحضرمي يبقى أثر
فيه الأمانة والوفاء والصدق مع بعد النظر
الحضرمي دكـتور ومهندس وعــالم معتبر
الحضرمي موقعه في أعلى تسلسل للتجر
الطيب طبعه والشهامة في بلاده والسفر
الصين تشهد له وتشهد له بالأخلاق المجر
والدين بفضل الله ثم بالحضارم انتشر
في آسيا وافريقيا شرع الحضارم ما قصر
أيضا وفي جـده وفي نجد وفــي الخبر
والعاصمة صنعاء وفي تونس وفي الدوحة قطر
الحضرمي صمته ذهب خالص وكلماته درر
ما يعرف الهذرة ويهرج بالمفيد المختصر