إن أهم ما في التربية هو الحب وتوظيفه بالشكل السليم لتدعيم ومساندة أطفالك، وعلى الرغم من أن الحب هو أهم ما تتطلبه هذه العلاقة فإنه وحده غير كاف. فإن لم يتفهم الآباء احتياجات أطفالهم الفريدة لن يستطيعوا منحهم ما يحتاجون إليه. قد يمنح الآباء الحب، ولكن ليس بالطريقة المفيدة لنمو أطفالهم.
هناك شكاوى لا حصر لها من آباء يجدون صعوبة في التفاهم مع أبنائهم. هؤلاء الآباء يسرفون في عقاب أطفالهم ويصرخون فيهم طوال الوقت, والبعض يستخدم الضرب في محاولة لفرض السيطرة.
إننا نقدم هنا فلسفة عملية للتربية تنجح مع جميع الأعمار، فهي تفلح مع الرضّع والصغار وما قبل مرحلة المراهقة وفي أثنائها. وحتى إذا لم يشب المراهق على هذه الفلسفة منذ الصغر فإنه سوف يبدأ سريعاً في الاستجابة إليها. ومن تجربتي الشخصية اكتشفت أن الأطفال في جميع الأعمار وبغض النظر عن ماضيهم (قي التعامل معهم بالصراخ و العقاب) يبدءون في التغير بعد تطبيق فلسفة التعامل الجديدة، فالأطفال يتعاونون ويصبحون أكثر تفهماً عندما يتم منحهم النوع المناسب من الدعم والحب.
إن العالم كله يعاني من زيادة عنف الأطفال واختلال في تصرفاتهم وتتنوع وتتضارب أحياناً آراء الآباء في سبب ذلك، وقد يتهم التلفاز والإعلانات وأفلام العنف. بالطبع المجتمع له تأثيراته السلبية على الأطفال ولكن الجزء الأكبر من المشكلة يبدأ من المنزل. يجب أن يدرك الآباء أن لديهم القدرة على تنشئة أطفال أقوياء واثقين من أنفسهم ومتعاونين مع آبائهم وبارين بهم مستقبلاً. ولكي نصل إلى هذه النتيجة يجب أن نعد هؤلاء الأطفال بأكثر الطرق التربوية الحديثة فاعلية.
لقد كانت طرق التربية القديمة تسعى إلى تخويف الأطفال وجعلهم يشعرون بالذنب ليتم إخضاعهم لذويهم وليتم السيطرة عليهم. أما هدف التربية الإيجابية فهو تنشئة أطفال ذوي إرادة قوية ومتعاونين في نفس الوقت، ولكي نصل لذلك يجب أن نعلم أن طرق التربية القائمة على الخوف تضعف سيطرة الآباء.. كما أن التهديد بالعقاب يدفع الأطفال لمقاومة آبائهم والتمرد عليهم، والصراخ والضرب لا يؤديا إلى السيطرة ولكن إلى عدم استعداد الطفل للاستماع والتعاون.
إن زيادة العقاب لا يكون له تأثير إيجابي، بل هو يزيد شعور الطفل بالاستياء من والديه ويظل يفكر كم هما ظالمين.. إن أطفال اليوم أكثر إدراكاً وهم يعرفون ما هو ظلم وإساءة ولن يتحملوه. كما أنهم سيستاءون ويتمردون، والأكثر أهمية من ذلك هو أن العقاب أو التهديد بالعقاب يقطع خطوط التواصل مع الطفل.
عندما يصرخ الآباء في الأطفال يؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على الاستماع أو النجاح في الدراسة، ويمتد التأثر حتى يصل سلباً إلى مستقبل الطفل في العمل والمنافسة في السوق الحر أو النجاح في العلاقات الدائمة.
ماذا يحدث عندما تستمع إلى موسيقى ذات صوت مرتفع؟ إنك تفقد سمعك. نفس الشيء يحدث عندما يصرخ الآباء أو يوجهون الأوامر طوال الوقت. عندما يصرخ الآباء أو يتواصلون بالطريقة التي كان آباؤهم يتواصلون معهم بها، لن يتقبلها طفل اليوم. كل ما سيحدث هو أن الأطفال لن يستمعوا، وسوف يفقد الآباء السيطرة. إن أطفال اليوم لن يقبلوا التهديد بالعقاب، وسوف يثورون. فأطفال اليوم أكثر حساسية لظلم العقاب ويؤدي ذلك إلى مزيد من المقاومة والاستياء والاعتراض والتمرد. إن أطفال اليوم يعارضون قيم والديهم ويثورون ضد سيطرتهم في أعمار صغيرة جداً. وهنا يكمن الخطر فإننا بعقابهم دون وعي ندفعهم إلى الرغبة في التحرر منا والابتعاد عنا قبل أن يتم نضجهم النفسي، وقبل أن يكونوا مؤهلين للتحرر والاستقلال.
أرجو الانتباه!
هناك عديد من الآباء يعرفون أن طرق العقاب القديمة لا تفيد، ولكنهم لا يعرفون طرق أخرى فيمتنعون عن العقاب، لكن ذلك لا يفيد أيضاً.
فإن التربية المتساهلة لا تمنح الأطفال السيطرة الأبوية التي يحتاجون إليها. إن الأطفال يتعلمون بسرعة استخدام حريتهم للسيطرة على الآباء. وعندما يتم منحهم قدراً صغيراً من القوة فإنهم يحاولون الحصول على المزيد والمزيد، ويتصرفون كما لو أن السلطة بيدهم. وعندما يكون الطفل هو المسيطر فإنه يخرج عن سيطرة والديه، وسوف ينمو بنفس المشاكل التي نما بها الأطفال الذين نشئوا بأساليب التربية المعتمدة على العقاب والخوف.
من الهام جداً أن يصل فهم الأطفال من هو ربان السفينة في المنزل(الأب أو الأم أو كلاهما) وعلى الطفل أن يكون كالبحار المتعاون المحب لكل ما يفعل والفاهم لكل أوامر الربان. وهو في أشد الحاجة لوجود هذا الربان في حياته، قد يكون الأم أو الأب أو الوالدين مجتمعين بالاتفاق بينهما. وإذا اختل هذا الفهم في ذهن الطفل نتيجة للتساهل الشديد من الأبوين في منح الطفل مهام لا تناسب سنه, فإن الطفل لا يكون سعيد على الإطلاق. فهو بحاجة دائماً لهذا الربان المحب المتفاهم ليأخذ بيده، وإن أبدى تمرد أحياناً.
التعلم بالمحاكاة
إن الأطفال يحاكون والديهم، وتلتقط عقولهم صوراً بشكل مستمر، ويقومون بتسجيل كل ما يحدث، وعندما يصبح الآباء نموذجاً للسلوك المحترم، فإن الأطفال يتعلمون تدريجياً كيف يحترمون الآخرين. وعندما يتعلم الآباء كيف يحافظون على هدوئهم وحبهم.
في أثناء التعامل مع الطفل وهو في نوبة غضب فإن هذه الطفل يتعلم تدريجياً كيف يظل هادئاً ومحباً عندما تظهر مشاعر قوية على السطح. وسيكون يسيراً على الآباء أن يحافظوا على هدوئهم وإظهار حبهم واحترامهم للطفل عندما يكونوا واثقين مما يجب عمله عندما يخرج الأطفال عن نطاق السيطرة.
إن الطفل يولد برغبة طبيعية وصحية لإسعاد والديهم، والعقاب يبعد بينه وبين تحقيق ذلك، كما أن لديه قدرة داخلية لمعرفة الصواب والخطأ، هو فقط في احتياج للفرصة لتنمية هذه القدرة.
هناك النقاط الخمسة التي يجب أن تصل للطفل حتى نحرر قدراته لتنميتها وهي حقه في الحياة ومنحة الله له عند ميلاده. وعن طريق إيصال الخمس نقاط للطفل وممارستها بالشكل الصحيح مع إضافة المهارات المختلفة للتربية الإيجابية فسوف يكتب طفلك: التسامح مع الآخرين ومع أنفسهم، المشاركة، الرضا، الاعتزاز بالنفس، الصبر، الإصرار، احترام الذات والآخر، التعاون، التعاطف، الثقة في النفس، ثم القدرة على الشعور بالسعادة وعليه سوف يكون لدي الطفل الفرصة للنضج الكامل خلال جميع مراحل نموه.
هناك شكاوى لا حصر لها من آباء يجدون صعوبة في التفاهم مع أبنائهم. هؤلاء الآباء يسرفون في عقاب أطفالهم ويصرخون فيهم طوال الوقت, والبعض يستخدم الضرب في محاولة لفرض السيطرة.
إننا نقدم هنا فلسفة عملية للتربية تنجح مع جميع الأعمار، فهي تفلح مع الرضّع والصغار وما قبل مرحلة المراهقة وفي أثنائها. وحتى إذا لم يشب المراهق على هذه الفلسفة منذ الصغر فإنه سوف يبدأ سريعاً في الاستجابة إليها. ومن تجربتي الشخصية اكتشفت أن الأطفال في جميع الأعمار وبغض النظر عن ماضيهم (قي التعامل معهم بالصراخ و العقاب) يبدءون في التغير بعد تطبيق فلسفة التعامل الجديدة، فالأطفال يتعاونون ويصبحون أكثر تفهماً عندما يتم منحهم النوع المناسب من الدعم والحب.
إن العالم كله يعاني من زيادة عنف الأطفال واختلال في تصرفاتهم وتتنوع وتتضارب أحياناً آراء الآباء في سبب ذلك، وقد يتهم التلفاز والإعلانات وأفلام العنف. بالطبع المجتمع له تأثيراته السلبية على الأطفال ولكن الجزء الأكبر من المشكلة يبدأ من المنزل. يجب أن يدرك الآباء أن لديهم القدرة على تنشئة أطفال أقوياء واثقين من أنفسهم ومتعاونين مع آبائهم وبارين بهم مستقبلاً. ولكي نصل إلى هذه النتيجة يجب أن نعد هؤلاء الأطفال بأكثر الطرق التربوية الحديثة فاعلية.
لقد كانت طرق التربية القديمة تسعى إلى تخويف الأطفال وجعلهم يشعرون بالذنب ليتم إخضاعهم لذويهم وليتم السيطرة عليهم. أما هدف التربية الإيجابية فهو تنشئة أطفال ذوي إرادة قوية ومتعاونين في نفس الوقت، ولكي نصل لذلك يجب أن نعلم أن طرق التربية القائمة على الخوف تضعف سيطرة الآباء.. كما أن التهديد بالعقاب يدفع الأطفال لمقاومة آبائهم والتمرد عليهم، والصراخ والضرب لا يؤديا إلى السيطرة ولكن إلى عدم استعداد الطفل للاستماع والتعاون.
إن زيادة العقاب لا يكون له تأثير إيجابي، بل هو يزيد شعور الطفل بالاستياء من والديه ويظل يفكر كم هما ظالمين.. إن أطفال اليوم أكثر إدراكاً وهم يعرفون ما هو ظلم وإساءة ولن يتحملوه. كما أنهم سيستاءون ويتمردون، والأكثر أهمية من ذلك هو أن العقاب أو التهديد بالعقاب يقطع خطوط التواصل مع الطفل.
عندما يصرخ الآباء في الأطفال يؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على الاستماع أو النجاح في الدراسة، ويمتد التأثر حتى يصل سلباً إلى مستقبل الطفل في العمل والمنافسة في السوق الحر أو النجاح في العلاقات الدائمة.
ماذا يحدث عندما تستمع إلى موسيقى ذات صوت مرتفع؟ إنك تفقد سمعك. نفس الشيء يحدث عندما يصرخ الآباء أو يوجهون الأوامر طوال الوقت. عندما يصرخ الآباء أو يتواصلون بالطريقة التي كان آباؤهم يتواصلون معهم بها، لن يتقبلها طفل اليوم. كل ما سيحدث هو أن الأطفال لن يستمعوا، وسوف يفقد الآباء السيطرة. إن أطفال اليوم لن يقبلوا التهديد بالعقاب، وسوف يثورون. فأطفال اليوم أكثر حساسية لظلم العقاب ويؤدي ذلك إلى مزيد من المقاومة والاستياء والاعتراض والتمرد. إن أطفال اليوم يعارضون قيم والديهم ويثورون ضد سيطرتهم في أعمار صغيرة جداً. وهنا يكمن الخطر فإننا بعقابهم دون وعي ندفعهم إلى الرغبة في التحرر منا والابتعاد عنا قبل أن يتم نضجهم النفسي، وقبل أن يكونوا مؤهلين للتحرر والاستقلال.
أرجو الانتباه!
هناك عديد من الآباء يعرفون أن طرق العقاب القديمة لا تفيد، ولكنهم لا يعرفون طرق أخرى فيمتنعون عن العقاب، لكن ذلك لا يفيد أيضاً.
فإن التربية المتساهلة لا تمنح الأطفال السيطرة الأبوية التي يحتاجون إليها. إن الأطفال يتعلمون بسرعة استخدام حريتهم للسيطرة على الآباء. وعندما يتم منحهم قدراً صغيراً من القوة فإنهم يحاولون الحصول على المزيد والمزيد، ويتصرفون كما لو أن السلطة بيدهم. وعندما يكون الطفل هو المسيطر فإنه يخرج عن سيطرة والديه، وسوف ينمو بنفس المشاكل التي نما بها الأطفال الذين نشئوا بأساليب التربية المعتمدة على العقاب والخوف.
من الهام جداً أن يصل فهم الأطفال من هو ربان السفينة في المنزل(الأب أو الأم أو كلاهما) وعلى الطفل أن يكون كالبحار المتعاون المحب لكل ما يفعل والفاهم لكل أوامر الربان. وهو في أشد الحاجة لوجود هذا الربان في حياته، قد يكون الأم أو الأب أو الوالدين مجتمعين بالاتفاق بينهما. وإذا اختل هذا الفهم في ذهن الطفل نتيجة للتساهل الشديد من الأبوين في منح الطفل مهام لا تناسب سنه, فإن الطفل لا يكون سعيد على الإطلاق. فهو بحاجة دائماً لهذا الربان المحب المتفاهم ليأخذ بيده، وإن أبدى تمرد أحياناً.
التعلم بالمحاكاة
إن الأطفال يحاكون والديهم، وتلتقط عقولهم صوراً بشكل مستمر، ويقومون بتسجيل كل ما يحدث، وعندما يصبح الآباء نموذجاً للسلوك المحترم، فإن الأطفال يتعلمون تدريجياً كيف يحترمون الآخرين. وعندما يتعلم الآباء كيف يحافظون على هدوئهم وحبهم.
في أثناء التعامل مع الطفل وهو في نوبة غضب فإن هذه الطفل يتعلم تدريجياً كيف يظل هادئاً ومحباً عندما تظهر مشاعر قوية على السطح. وسيكون يسيراً على الآباء أن يحافظوا على هدوئهم وإظهار حبهم واحترامهم للطفل عندما يكونوا واثقين مما يجب عمله عندما يخرج الأطفال عن نطاق السيطرة.
إن الطفل يولد برغبة طبيعية وصحية لإسعاد والديهم، والعقاب يبعد بينه وبين تحقيق ذلك، كما أن لديه قدرة داخلية لمعرفة الصواب والخطأ، هو فقط في احتياج للفرصة لتنمية هذه القدرة.
هناك النقاط الخمسة التي يجب أن تصل للطفل حتى نحرر قدراته لتنميتها وهي حقه في الحياة ومنحة الله له عند ميلاده. وعن طريق إيصال الخمس نقاط للطفل وممارستها بالشكل الصحيح مع إضافة المهارات المختلفة للتربية الإيجابية فسوف يكتب طفلك: التسامح مع الآخرين ومع أنفسهم، المشاركة، الرضا، الاعتزاز بالنفس، الصبر، الإصرار، احترام الذات والآخر، التعاون، التعاطف، الثقة في النفس، ثم القدرة على الشعور بالسعادة وعليه سوف يكون لدي الطفل الفرصة للنضج الكامل خلال جميع مراحل نموه.
