السيدة ملعقة : madame pepperpote إنتاج اليابان : 1983-1984
المسلسل مكون من 65 حلقة ، مدة كل واحدة منها 26 دقيقة
تعيش السيدة ملعقة في مزرعة في إحدى القرى، مع زوجها و حيواناتها الأليفة
لماذا هذا الاسم ؟
إن تسميتها بـ" السيدة ملعقة " راجعة إلى الملعقة الصغيرة الذهبية التي
تعلقها دوما في عنقها، فلهذه الملعقة قدرات سحرية، تكمن في تصغير حجم
السيدة ملعقة، لتصبح في حجم " فأر صغير "
هذه القدرة العجيبة التي تمنحها الملعقة السحرية للسيدة ملعقة ، لها
إشكالية صغيرة ، و هي أنها تظهر سحرها دونما سابق إنذار و دائما في وقت
غير مناسب ، لكن الجميل أن السيدة ملعقة تستطيع التحدث إلى الحيوانات و
مخاطبتها .. و هكذا، تمر بمغامرات شيقة جدا... فهي تنقلنا إلى عالم مختلف
تماما عن عالمنا، تتعلم فيه كل جديد، و تكتشف فيه صعوبات و مشاق بالإضافة
إلى أمور لم تكن في الحسبان ... المغامرات شيقة و لا تنتهي في عالم السيدة
ملعقة ...
لحسن الحظ ، فإن هناك من يشارك السيدة ملعقة سرها الصغير ، إنها لولو ،
الجارة الصغيرة اللطيفة ، و كان من الضروري للسيدة ملعقة أن تجد من
يساعدها عند اللزوم .
تعليق :
شخصية السيدة ملعقة ، مأخوذة عن رواية نرويجية موجهة للأطفال من عمر
السنتين حتى 12 سنة و قد حظيت بحب و إعجاب كل أطفال العالم ، فهي ليست
مجرد قصص خيالية فحسب بل إنها تربوية و ترفيهية في آن واحد
و لقد أفلح الكاتب في سرد الأحداث و في اختيار شخصيات تجذب الأطفال ، بل و
تثير إعجاب الكبار ، تناسب كل المجتمعات و كل الشرائح المجتمعية ... كما
أنها تخرج الطفل من روتين المسلسلات الكرتونية المليئة بالعنف ، إلى عالم
مشوق جميل ، بطلته ربة منزل تنشر السعادة في كل مكان
و الأطفال بطبعهم يحبون الحيوانات و يتعلقون بها ، لذلك يفتح هذا المسلسل
الباب أمام الأطفال للإنطلاق في عالم السيدة ملعقة ، كي تسنح لهم الفرصة
لمخاطبة الحيوانات و الاحتكاك بها
كذلك أفلح الكاتب في اختيار بطلة القصة ، إذا غالبا ما نجد أبطال
المسلسلات الكرتونية من الرجال ، أما صاحبنا فقد اختار أنثى ، بل إنها
سيدة و ربة منزل ، و هذا الأمر يرضي الفتيات إلى حد كبير ، لكنه يرضي
الفتيان أيضا ، كما أنه لا يؤثر على كون المسلسل موجها للإناث فقط ، لكن
بشكل عام فإن الأطفال الذكور يفضلون مشاهدة غرندايزر و رعد العملاق و
سلاحف النينجا عوض مشاهدة ساندي بل أو سالي ، فالسيدة ملعقة هي عنصر تشابك
ناجح ، و شخصية نجحت في الرسوخ في عقلية الأطفال.
يبقى عنصر التشويق هو العامل الأساسي لنجاح المسلسل ، و قد نجح الكاتب في
ذلك دون تدنيس المسلسل بمشاهد العنف الدموية التي نراها في معظم مسلسلات
الرسوم المتحركة ... إنه مسلسل راق ، صالح لكل زمان و مكان و يستحق أن يتم
تكرار حلقاته على شاشاتنا العربية و أن يتم تجديده من قبل دور الإنتاج
الفني ، و أن يتم تمديد حلقاته .
ماهو سر الملعقة السحرية ؟؟؟
هذا ما بحثت عنه بلا كلل و لا ملل ، و لكنني للأسف وجدت نفسي أبحث عن
إجابة مفقودة ، أما الجواب ، فأعتقد أن الكاتب نفسه لا يعرفه ، و إن من
يعرف سر مصدر الملعقة هو السيدة ملعقة نفسها
إذن لماذا لا نفكر في مصدر الملعقة ؟ هذا الأمر ليس بسيء ، أستطيع شخصيا اقتراح مجموعة من الاختيارات ، و ما على القارئ الكريم
سوى طرح رأيه
1 – في يوم من الأيام ، بينما كانت السيدة ملعقة تعد طعام الفطور ، سمعت
قرعا على الباب ، ففتحته لتجد سيدة عجوزا تحمل سلة كبيرة ، تتكئ على عكاز
خشبي ، فهمت السيدة ملعقة أن العجوز تريد أن تبيع سلعها ، لذلك لم تتردد
في الرد بلطف بأنها لا تريد أن تبتاع شيئا ، لكن العجوز أصرت على أن لديها
شيئا جميلا ، يجعل حامله يعيش جوا من التشويق يوميا ، فاتسعت مقلتا السيدة
ملعقة ، و لما نظرت إلى الشيء السحري و كان ملعقة ذهبية صغيرة ، فكرت
قليلا ، ثم قررت دفع المبلغ للعجوز رفقا بحالها و وعدتها بأن تعلقها على
عنقها و ألا تنزعها ... هكذا كانت البداية ، فالسيدة ملعقة لم تصدق أن
للملعقة قدرات سحرية ، لذلك عندما دخلت إلى المطبخ و قد وضعت قلادتها
الجديدة تفاجات بأن العالم بدأ يكبر بشكل سريع ، و الواضح أن حجمها بدأ في
التضاؤل ، فهرب القط و خرج مسرعا من المطبخ ثم عاد و هو ينظر إلى السيدة
ملعقة بغرابة ...
2- في يوم من الأيام كانت السيدة ملعقة في المطبخ تعد طعام الغذاء ، عندما
سمعت صوتا ينادي من الخارج : "أنا جائع .. أطعموني .. أين الرحمة ؟ " خرجت
السيدة ملعقة هي و ملعقتها الخشبية التي كانت تقوم بتقليب الطعام بها ، و
عندما رأت صاحب الصوت الأجش و كان رجلا عجوزا ، ثيابه تدل على بساطته ، و
لكنها كانت نظيفة ، و كانت لحيته البيضاء طويلة تصل حتى بطنه ... وقفت
السيدة ملعقة بهدوء ، و قالت له : " تفضل يا عمي ، لدي طعام طازج و دافئ و
لا تقل أبدا أن الرحمة مفقودة " تبتسم و يلحق بها إلى الداخل ، فتسكب له
الطعام و تقف أمامه و هي تتأمل منظره و هو يلتهمه بسرعة كبيرة ، و لم تترك
الملعقة الخشبية أبدا من يدها ، و لما انتهى و حمد الله ، قال لها : "
أيتها السيدة الطيبة ، ليس لدي مال أقدمه لك جزاء على ما قدمته لي من طعام
، لكن لك هدية صغيرة سحرية ، أتمنى أن تعجبك " و أخرج من جيبه ما يشبه
القلم الصغير و أداره قليلا في الهواء ثم لوح باتجاه الملعقة التي كانت
تحملها ، فتحولت إلى ملعقة ذهبية صغيرة ، ثم قال : " لقد أصبحت ملعقة
سحرية و ما عليك سوى تعليقها حول رقبتك "
خيال خصب و شخص فنان، و أفكار متميزة و جميلة، جعلت من السيدة ملعقة التي
كانت مجرد حبر على ورق تتحول إلى قصص و مجلدات، تمت ترجمتها إلى لغات
متعددة - و لا زالت تباع في المكتبات – لتصبح شخصية كرتونية تلفزيونية
مشهورة، حققت نجاحا باهرا
كانت السيدة ملعقة عملا راقيا يستحق التقدير،