موقع التكه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد

    avatar
    الصمصوم10
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 5
    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008

    من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد Empty من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد

    مُساهمة من طرف الصمصوم10 الثلاثاء أغسطس 19, 2008 12:11 pm

    لغزال والأسد
    من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم
    مع إطلالة كل صباح في إفريقيا يستيقظ الغزال مدركاً أن عليه ان يسابق أسرع الأسود عدواً وإلا كان مصيره الهلاك. ومع إطلالة كل صباح في افريقيا يستيقظ الأسد مدركاً ان عليه ان يعدو أسرع من أبطأ غزال وإلا أهلكه الجوع. لا يهم إن كنت أسداً أو غزالاً فمع إشراقة كل صباح يتعين عليك ان تعدو أسرع من غيرك حتى تحقق النجاح.
    لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها عام 1971 ترسيخ مكانتها الحضارية والاقتصادية المتميزة بفضل القيادة الحكيمة والنظرة المستقبلية البعيدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولوالدي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ولشقيقي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات.
    وخلال هذه الفترة كان لدولة الإمارات السبق في عدد كبير من الإنجازات المرموقة على مستويات وحقول عدة لكن السباق لا يزال مستمراً. إذا وضعنا في اعتبارنا ضرورة الاستمرار في تحقيق المزيد لاستغلال أكبر عدد من فرص التنمية المتاحة في إطار العولمة فربما أمكن القول بأن السباق الكبير لم يبدأ بعد فكل ما فعلناه حتى الآن هو الاستعداد لمرحلة بدأت في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ثم تسارعت خطواتها خلال السنوات السبع الأخيرة كمقدمة لما يمكن أن يصبح أسرع سباق اقتصادي عرفه العالم خلال المئة سنة الماضية.
    الجائزة كبيرة والفشل كارثة وطنية وقومية لذا سنعدو مع العدائين كلهم عندما تشرق الشمس في الصباح، ثم سنعدو مع العدائين كلهم عندما تغرب كل مساء لكننا لسنا في السباق لكي نعدو فقط بل نريد الفوز. من يعرف اسم ثاني شخص هبط على سطح القمر أو تسلق قمة إيفرست؟ الحصان الثاني لا يعرفه أحد لذا لابد ان نكون في المقدمة، ثم نريد ان نحقق المهمة الأصعب ونظل في المقدمة.
    للتنمية الصحيحة نبض مثل نبض الحياة وكلتاهما لا تعرف التوقف أو الاستراحة أو الهدف النهائي. تنمية الدول وتطويرها بالصورة الصحيحة لا يمكن ان يحدثا صدفة بل من خلال الجهد المتواصل لخدمة المجتمع والوطن والأمة. هذه مهمة كبيرة تتطلب من الحكومة وجميع الناشطين في القطاعين الخاص والعام النهوض بها ووضعها نصب أعينهم وبذل المزيد من العمل والوقت والجهد لتطوير الأداء وزيادة الكفاءة وتوسيع الأسواق وتحسين الخدمات المقدمة لتعزيز قدرات الدولة التنافسية في ظل المتغيرات السريعة التي نعيشها في هذا العالم السريع المتغير.
    إن عمق التزامنا تجاه وطننا يحتم علينا خدمة مجتمعنا وتبني قضاياه فالقيادة وكيلة الشعب وواجبها الأول رفعة إلى أعلى مستويات النمو الاقتصادي والتعليم والصحة والأمن والاستقرار والراحة وحرية الحركة. يجب ان نوفر كل هذا الآن، وفي المستقبل. يجب ان نحقق كل الأهداف التي تضمن للشعب دوام الخير والمستقبل الزاهر. لقد وضعتنا قيادة هذه الدولة في المركز الأول ورسخت في نفوسنا الإيمان بضرورة تحقيق التميز في كل المجالات، وكل من يعمل في الحكومة يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة هي العمل بعقله وروحه وقلبه على الاستمرار في تحقيق النجاح تلو الآخر والإنجاز تلو الإنجاز والسبق وراء السبق أسوة بما حققه السلف وما نتوقعه من الخلف. هذا ليس طريق صنع الحاضر فقط بل طريق صنع المستقبل، فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقيدنا الأعز، لم ينتظر أن يكتب عنه التاريخ بل صنع التاريخ بنفسه، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، لم ينتظر ان يكتب عنه التاريخ بل صنع التاريخ بنفسه، هذه هي القدوة التي نعرفها، وهذه هي الأمثلة التي قدمتها لنا قيادتنا، التاريخ لا يرحم الضعيف ولا يجامل القوي، ونحن أيضاً يجب ألا ننتظر ان يكتب عنّا التاريخ، وليكن كل حرف في سجله إنجازاً أو مشروعاً أو عملاً متميزاً يعزز المكانة التي تحتلها الدولة.

    التقدم والتخلف
    إن لم تكن في الطليعة فأنت في الخلف. إن لم تكن في المقدمة فأنت تتنازل عن مكانك الطبيعي لصالح منافس آخر ربما كان أقل منك مقدرة واستعداداً وإبداعاً. إن كنت دخلت السباق ولم تفز في المرة الأولى فلا بأس. هذا ليس فشلاً بل كبوة، وجميعنا يعرف ان لكل جواد كبوة. الفشل الحقيقي في رأيي ليس أن تقع على الأرض لكن أن تظل على الأرض عندما يُطلب منك الوقوف. والفشل الأكبر هو ألا تريد أن تقف مرة أخرى. إن كانت كبوة فعليك دراسة أسبابها واكتشاف مكامن الخطأ وتصحيح الوضع والعودة إلى السباق بأسرع وقت ممكن وفي عينيك طموح الفوز. هذا إن كنت تريد الفوز، وإن لم تشأ ان تكون في المقدمة لسبب ما فأنت في الواقع تعترف لنفسك وللآخرين بأنك لست أهلاً لهذه الصدارة وحان الوقت لتتويج فارس جديد والقبول بنتائج الهرولة خلف الأمم العداءة.
    نحمد الله أن هذا شيء لا نعرفه في الإمارات لأن قيادتنا تعرف ان (الخلف) في الاقتصاد ليس مجرد موقع. الخلف في الاقتصاد يعني التخلف والصدارة تعني النهضة الشاملة والتنمية الكبيرة. ذاك يعني البطالة والجهل والفقر والمرض وهذه تعني العكس تماماً. التخلف الاقتصادي ليس مجرد تراجع فقط بل وصفة مسموعة لموت بطيء يصيب التنمية. وعندما تتوقف التنمية ينضب النبع الذي يسقي الشعوب فتنشب فيها الأزمات وينهار الأمن والاستقرار وتتقوض الأساسات التي ترتفع فوقها الأمم ويهيمن عليها التسلط والظلم وتخسر خلال سنوات قليلة من الركود معظم النمو الذي كسبته على مدى عقود كثيرة من العدو في مضمار التنمية، والمكانة والاحترام.
    عالمنا ليس مثالياً لذا يمكن ان ننظر شرقاً ونجد في بعض بلدان الشرق المنكوبة أمثلة حية على مثل هذه المعاناة. ويمكن أن ننظر غرباً ثم جنوباً ونجد أمثلة مشابهة، لكن لا حاجة لأن ننظر خارج منطقتنا. يمكن الحديث عن الحرب كما يفعل الكثيرون لكني أفضل الحديث عن السلام. لماذا؟ لأن ديننا دين سلام وتحيتنا تحية السلام ومبتدى حديثنا ونهايته هو السلام وحتى كلمة الإعجاب عندنا هي السلام.
    أنا وزير الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب مسؤولياتي الأخرى نائباً لرئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لذا أعرف ويلات الحروب وأعرف أنها لا تقدم الحلول ولا تنهي المشاكل بل تفاقمها أحياناً. سر عظمة الأمم ليس في جبروتها العسكري ففي العالم اليوم أمثلة عدة على دول تتمتع بقوة عسكرية جبارة لكنها بلا حول لأن قوتها الاقتصادية ضعيفة، وفيه أمثلة على دول لا تملك جيوشاً كبيرة لكنها من القوى الاقتصادية العظمى. الأمم تتقدم على الأمم الأخرى بتقدم اقتصادها وتتراجع بتراجع اقتصادها ولا نعرف في التاريخ أمثلة أثبتت العكس فترة طويلة.
    نحن العرب كنا هكذا. كان الإيمان بالله ثم التصميم على الفوز في سباق أمم ذلك الزمان طريقنا إلى مغارب المعمورة ومشارقها. كانت قوتنا الضاربة متقدمة على الأمم الأخرى آنذاك ومكنتنا من تحقيق بعض أعظم الانتصارات العسكرية التي عرفها العالم وبناء أكبر قوة على وجه الأرض في تلك الحقب. لكن للزمن دورة طبيعية تهبط فيها العزائم وتضعف الهمم وتضمحل الدول ولا يبقى من مجدها سوى التراث.
    وعندما ننظر من موقعنا الحاضر إلى الماضي سنكتشف ان العرب لم يكونوا قوة عسكرية عالمية فقط متقدمة على كل أقرانها بل كانوا أيضاً قوة اقتصادية وبحرية عالمية متقدمة على كل أقرانها، كما الفينيقيون واليونان والرومان قبلهم، وكما الدول الأوروبية في العصور الأقرب إلينا والولايات المتحدة الآن.
    وعندما خرج أبو جعفر المنصور يرتاد موضعاً يبتني فيه مدينة فإنه لم يختر مدينة السلام ببغداد لحصانتها ويسر الدفاع عنها أو لاعتمادها لشن الحرب على الآخرين بل لأنها كانت على مفترق الطرق التجارية والبحرية آنذاك : (هذا موضع معسكر صالح. هذه دجلة ليس بيننا وبين الصين شيء، يأتينا فيها كل ما في البحر وتأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينية وما حول ذلك، وهذا الفرات يجيء فيه كل شيء من الشام والرقة وما حول ذلك).
    الاقتصاد عصب الحياة اليوم كما كان عصب الحياة في الماضي وسيكون عصب الحياة في المستقبل. إنه الخبز والكتاب والاستقرار والرخاء والسياسة وجوهر العلاقات والمصالح بين الشعوب ومئات الأشياء الأخرى التي يحتاجها الإنسان. وتوافر كل هذا مع عناصر معينة أخرى يمكن أن يسهم في إطلاق شرارة الإبداع في جمهرة معينة من الناس فيندفع كل منهم وراء الرؤية التي يعرفها ويبدأ جهد بناء الحضارة.
    معظم الحضارات التي عرفها التاريخ لم تعمر طويلاً ولم تترك بصماتها المستديمة في المسيرة الحضارات الأسبق ثم تعبر الجسور القديمة إلى آفاق جديدة من التطوير والتميز. ومتى؟ عندما يتحول شعب بكامله إلى فريق عمل واحد. نحن اليوم في الإمارات هكذا، ونحن اليوم في دبي هكذا.
    ومتى أيضاً؟ عندما يرحم الله شعباً فيرسل فيه قيادة متميزة واعية تطلق عقال الحرية والتميز والإبداع والتطوير لدى المتميزين والمبدعين والمطورين. نحن اليوم في الإمارات هكذا.
    هذه هي عموماً معادلة صنع التطور والحضارة وسرها الكبير. خمسون سنة من الإبداع والتميز المكثفين يمكن ان تدفع أمة بأسرها ألف عام.
    نحن العرب كنا هكذا. اللغة العربية اليوم هي السادسة في ترتيب لغات أكثر من ستة مليارات شخص لكن جاء يوم كانت العربية لغة العلوم والرياضيات والطب والسياسة والدبلوماسية، وظل العلماء والرياضيون والبناؤون والاطباء والمؤرخون المسلمون والعرب أساتذة الأساتذة وفلاسفة الفلاسفة ومعلمي المعلمين نحو ألف عام.
    لكن الحضارة أكثر من هذا. إنها التجارة والصناعة والعمارة ومئات النشاطات الأخرى. في العالم اليوم أين يوجد قصر بمثل جمال قصر حمراء غرناطة، أو ضريح بصفاء تاج محل، أو مسجد برونق وخلود مسجد قرطبة الكبير؟
    هذه ليست محاولة لنكء جراح الأمة. كثيرون يفعلون هذا عن قصد أو غيره وأنا أريد ان أتجنب الحالتين داخل هذا الكتاب وخارجه وفي كل المواقف والمناسبات الأخرى لأني أعتقد ان الأمة العربية من أعظم الأمم. نحن نحترم حضارات الآخرين ونعترف باسهاماتها في المسيرة الإنسانية ونقدر في أصحابها اعتزازهم بحضارتهم لأني أعتز بحضارتي. يكفي ان اسمع كلمتي (الحضارة العربية) فأعرف بالضبط ما الذي يعنيه ذلك. يمكن ان استعرض عشرات الخصال والمبادئ التي تتصف بها هذه الحضارة لكن مبدأ واحداً يستوقفني دائماً واعتقد انه يمكن ان يلخص كل شيء بكلمة واحدة سأكشفها للقارئ الكريم في مكانها الصحيح.
    avatar
    الشاب الطموح
    ۞ مراقب عام ۞


    عدد المساهمات : 3685
    نقاط : 202
    تاريخ التسجيل : 22/01/2008
    الموقع : على التكة

    من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد Empty رد: من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد

    مُساهمة من طرف الشاب الطموح الأربعاء أغسطس 20, 2008 11:22 am

    كلمات ولا اروع ...
    وموضوع جميل جدا يستحق الثناء والمدح ...
    سلمت يد الكاتب وسلكت يد الناقل لنا .....
    باوزير
    باوزير
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 822
    نقاط : 15
    تاريخ التسجيل : 18/03/2008
    الموقع : سيـــــــــؤن

    من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد Empty رد: من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد

    مُساهمة من طرف باوزير الأربعاء أغسطس 27, 2008 4:05 pm

    شكراً اخي على هذا الموضوع الروعه وتقبل مروري...............
    حسين بن طالب
    حسين بن طالب
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 2238
    نقاط : -3
    تاريخ التسجيل : 15/06/2008
    العمر : 37
    الموقع : تومسون رود - سنغافورة

    من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد Empty رد: من كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد

    مُساهمة من طرف حسين بن طالب الأحد سبتمبر 28, 2008 1:36 am

    مشكوووووووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 11:23 pm