أن ما ينشر عن حركة كواكب المجموعة الشمسية وخصوصاً كوكب المريخ وشروق الشمس على سطحه من الغرب بدلاً من الشرق هو فهم خاطئ لظاهرة فلكية بصرية تسمى بالحركة التراجعية Retrograde Motion (خداع بصري يشاهد من سطح الأرض فقط لبعض كواكب المجموعة الشمسية وليس كلها) فسرت هذه الظاهرة من قبل العلامة بطليموس (85 ـ 165م) وهي تحصل وترصد الكواكب التي مدارها أكبر من مدار الأرض (المريخ ، زحل ، المشتري ونبتون) والتي تبدوا للراصد من على سطح الأرض بأنها تتباطأ ثم تتوقف عن الحركة وبعد ذلك تسير بالاتجاه المعاكس ثم تعود مرة أخرى لمسارها المعتاد . أن هذه الظاهرة الفلكية ناتجة بسبب اختلاف سرعة الكواكب ، فالكواكب التي مدراها أبعد عن مدار الأرض تبدوا سرعتها أبطأ من سرعة كوكب الأرض بالنسبة لسكان الأرض ويمكننا توضيح هذه الظاهرة عملياً من خلال تصورنا لمركبتين تسيران في طريق سريع في نفس الاتجاه ، مركبة مسرعة وأخرى بطيئة ، راكب المركبة ذات السرعة العالية سيظن أن المركبة البطيئة تمشي معه في نفس الاتجاه ما دامت المركبة التي يقودها خلف تلك المركبة التي تسير ببطء ، وما إن يحاذيها حتى يتوهم في البداية أنها توقفت ، وعندما يسبقها يتصور كأنها بدأت بالتراجع إلى الخلف ولكنها في الحقيقة تسير بنفي اتجاهه . فهذا هو الخداع البصري بالحركة والذي يحصل لسكان الأرض عندما يحاذي كوكب الأرض أحد الكواكب التي مدارها أكبر من مدار الأرض فيتصور سكان الأرض أن ذلك الكوكب توقف عن الحركة وعندا يسبق كوكب الأرض ذلك الكوكب يتصور سكان الأرض أن الكوكب تراجع للخلف كما يحصل لسائق المركبة المسرعة ، إذن تلك الظاهرة ناتجة بسبب اختلاف السرعة التي تسير بها الكواكب . علماً بأن جميع الكواكب تمارس حركتين إحداهما حركة الكوكب حول محوره (نفسه) وعليه يتولد على سطحه الليل والنهار بينما الحركة الأخرى حول الشمس والتي تنتج عنها الفصول الأربعة كما هو حاصل في كوكبنا الأرض وتلك الحركتان لن تتغير بسبب اختلاف السرعة التي تتحرك بها الكواكب وإنما يحصل الخداع البصري حيث أن ذلك يكون مخالفاً للمنطق العلمي ومستحيل حدوثه بأن الكوكب مره يدور حول نفسه من الشرق إلى الغرب وبعد أيام يدور من الغرب إلى الشرق أي أن الكوكب يدور حول نفسه باتجاه معاكس ، ونكرر ما يحصل للكواكب الخارجية هو خداع بصري يشاهد من قبل سكان الأرض ، حيث أن الكواكب تدور في أفلاكها حول الشمس ، فلا هي تتباطأ ولا تتذبذب ولا ترتد في عكس اتجاهها الأصلي ، وأن هذه المشاهدة الأرضية للحركة العكسية لا تعدوا كونها وهم لسكان سطح الأرض.
إن التسرع بتفسير الظواهر الفلكية حسب ما يروم لنا وربطها بالأحاديث النبوية الشريفة وإلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف عمل يسيء لديننا ولنا كمسلمين وهذا أمر خطير ، لذا علينا أن نتحرى الدقة عند سماع الخبر خاصة عندما يترجم الخبر عن لغة ثانية ومعروف عن الترجمة الحرفية قد تقلب المعنى أحياناً ولا نستعجل في ربط تلك الظواهر بسوء فهمنا لها وإنما نستمع لأهل العلم والذكر والمختصين ولا نروج للفهم الخاطئ ونتصدر ببث الشائعات من خلال الانترنت والرسائل القصيرة وكثير من الناس للأسف يصدق ما يشاع وهذا بسبب قلة الوعي العلمي وخاصة الفلكي لذا قامت وزارة التربية والتعليم الموقرة في السلطنة بشرح هذه الظاهرة الفلكية في كتبنا المدرسية والتي تدرس الأن في مادة العلوم للصف التاسع الأساسي ـ وحدة استكشافات الفضاء ـ صفحات 187 ـ 189 .
المحرر العلمي بجريدة (( الوطن ))
دكتوراه بعلوم الفضاء والفلك
مجلس البحث العلمي
المصدر جريدة الوطن عدد اليوم ص 19
إن التسرع بتفسير الظواهر الفلكية حسب ما يروم لنا وربطها بالأحاديث النبوية الشريفة وإلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف عمل يسيء لديننا ولنا كمسلمين وهذا أمر خطير ، لذا علينا أن نتحرى الدقة عند سماع الخبر خاصة عندما يترجم الخبر عن لغة ثانية ومعروف عن الترجمة الحرفية قد تقلب المعنى أحياناً ولا نستعجل في ربط تلك الظواهر بسوء فهمنا لها وإنما نستمع لأهل العلم والذكر والمختصين ولا نروج للفهم الخاطئ ونتصدر ببث الشائعات من خلال الانترنت والرسائل القصيرة وكثير من الناس للأسف يصدق ما يشاع وهذا بسبب قلة الوعي العلمي وخاصة الفلكي لذا قامت وزارة التربية والتعليم الموقرة في السلطنة بشرح هذه الظاهرة الفلكية في كتبنا المدرسية والتي تدرس الأن في مادة العلوم للصف التاسع الأساسي ـ وحدة استكشافات الفضاء ـ صفحات 187 ـ 189 .
المحرر العلمي بجريدة (( الوطن ))
دكتوراه بعلوم الفضاء والفلك
مجلس البحث العلمي
المصدر جريدة الوطن عدد اليوم ص 19