بسم الله الرحمن الرحيم
كنا مجرد أطفال صغار, أولاد حارة يلعبون ويمرحون في الصباح
ونعود الى البيوت إذا اشتدت شمس النهار, ونعود بعدها الى
اللعب بعد أن تقل حرارة الشمس بعد الظهيرة.
كنا أولاداً صغاراً يجمعنا الحب والحنان , تجمعنا المودة والرأفة,
وإذا اختلفنا نعود سريعاً الى بعضنا البعض وتزداد علاقاتنا أقوى وأقوى.
ماأجمل تلك الأيام السعيدة التي لايوجد فيها سوى السكينة والطمأنينة ,
ولم نكن نعرف بالمصالح أو الحقد أو الكراهية واكنت هذه الأمور
لاتوجد حتى في سلة مهملات البيت أو لأقل صندوق القمامة,
ربما لأننا صغاراً كما يقول البعض
وأقول أنا ربما لأنها الفطرة الصحيحة
فلم نكن نبحث عن المناصب ولاتهمنا المغريات ولا نعرف ماهي الصفقات
مرت أيامنا بيضاء أكثر من بياض الثلج
ودافئة حميمة كدفء الشمس,
ولكن ماذا دهانا اليوم .. وقد .. وقد .. وقد...
وقد غرقنا في مالا نعرفه سابقاً وأصبحنا
نلهث وراء المغريات وتعجبنا الصفقات وتهمنا الرشوات
بل ونطارد المناصب والإدارات
ونتحكم في شئون غيرنا بلا مبالاة
فأصبح من لديه منصب منا قهر, ومن لديه مسئولية قلبه حجر
فما رأيكم بين الأمس واليوم
بين الطفولة بمعناها الأصيل , والرجولة التي حبلها قصير
هل فعلاً وصلنا إلى هذا الحد ؟!
فليراجع كل واحد منا نفسه وليصحح خطيئته
فكل إنسان خطّاء وخير الخطائون التوابون