مدينة شبام منهاتن الصحراء :
عجيبة في هيكلها، عظيمة في بنائها ، شامخة في بناياتها لا يكاد احد يصدق أن مثل هذه المدينة العملاقة الطينية موجودة في أقصى جنوب الجزيرة العربية في قلب وادي حضرموت، نعم إنها شبام حضرموت.. ناطحات سحاب طينيه مغروسة في الصحراء ، هي مدينة المدن اليمنية وأكثرها شموخا ، كانت ولازالت عنوان لقدرة العامل اليمني على الابداع وعبقرية البناء الذي مازال حتى وقتنا الراهن مميزا في العمارة، ان بيوت ومنازل المدينة المختلفة المبنية من اللبن ترتفع بشكل مثير للإعجاب .
اول ناطحات سحاب في العالم
حالما يشدك الشوق لزيارة شبام فأنت حتما ستنتقل من عصر النهضة الصناعية والاليكترونية المعقدة إلى عصر الحضارة الزاهية القديمة المبسطة، وعندما تدلف إحدى البوابات الرئيسيه لأحد منازلها ستشم رائحة البخور ينقلك ذلك المشهد وتلك البوابة المنقوشة بأروع النقوش وتلك الرائحة المنعشة إلى 1000 سنه قبل الميلاد حيث التاريخ القديم المتمثل في حضارة زاهية دامت لقرون عديدة .
وحينما تجلس في مجلس الرجال ( المحضره ) وتقلب عينيك في ذلك المجلس فترى الاعمده التي تحمل السقف المزخرفة والمنقوشة وكذا الخزائن المحفورة في الجدران ذات الأبواب المنحوته وتنظر إلى خارج المنزل من نافذة ذات فتحه أو فتحات مزركشة وملونة بأحسن الألوان، ثم تقدم لك القهوة ( من البن اليافعي) او اليمني ( من المخا) ينتقل بك الخيال إلى حضارات عظيمة سادت ثم بادت..
بساطه في المعيشة مع فن في التشييد والبناء يزينه تواضع وحلم وكرم فماذا تريد أكثر من هذا ؟ تستنشق عبير التاريخ وتستلهم حضارة القرون والممالك اليمنية القديمة كل ذلك في منزل من منازل شبام العالية .
موقعها المتميز .
الناظر الى وادي حضرموت يرى ان موقع المدينة قد اختير بعناية فائقة فهي تقع بين ( جبل الخبه ) جنوبا والقارة ( قارة آل عبدالعزيز ) شمالا،لاتمر قافلة من الشرق الى الغرب او العكس الا عبرها .
اختير الموقع لتكون بحق عاصمة الوادي وملتقى القوافل المحملة بثروات ذلك الزمان البخور واللبان والمر والصبر والرياش القادمة من الشرق من ظفار ارض اللبان ومن الشحر الميناء القديم لحضرموت الذي تجلب إليه لطائف الهند والصين ومنه الى مدينة شبام وشبوه عاصمة مملكة حضرموت ومأرب عاصمة السبئيين ثم الى مصر او الشام وكذلك من قنا أيضا الميناء الثاني لحضرموت .
وحاصلات البخور واللبان هي بمثابة معدن الذهب في عصرنا هذا فهو ثروة لمنتجيه وتعتبر البلدان التي يأتي منها مقدسه حيث يستعمل في المعابد الفرعونية والفينيقية والهندوسية فهو بهذا ماده مقدسه في نظرهم يتقربون بها إلى أصنامهم.. وكان الحضارم يتنقلون مع قوافلهم تلك المحملة بالنفائس واللطائف عبر الممالك القديمة فاكتسبوا بذلك معرفه بالحضارات والأديان وخبره في التجارة وتسيير القوافل فكانت مدينة شبام مركزا لتلك القوافل وسوقا تجاريا بل ومهدا لحضارة سادت ثم بادت .
اصل التسمية والنسب :
سميت بهذا الاسم ( شبام ) نسبة إلى اسم ملكها ( شبام بن حضرموت بن سبأ الاصغر ) وفي رواية اخرى ان سكان شبوة عند تهدمها نزحوا الى هذا الموقع وسط الوادي وسموها ( شباه ) تم تحولت التاء الى ميم، وهذا ما يشير اليه الهمداني .
لكن البعض من المهتمين بتأريخ المنطقة يرى ان اسم شبام ربما يكون اسما لأحد الملوك او المكاربة ( حكام قدماء ) أو كاهنا أو قائد كبيرا في المنطقة في ذلك الوقت خاصة وان كثيرا من المدن تسمى بهذا الاسم، مثل شبام كوكبان وشبام الغراس وشبام حراز وغيرها من المناطق، ويقال ان اسم المنطقة يعود الى كونه اول باني لمدينة شبام حضرموت..
وتنسب شبام الى بانيها الحميري شبام بن الحارث بن حضرموت الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن سهل من زيد الجمهور ويرتفع النسب الى الهميسع بن حمير بن سبأ الأكبر من قحطان وهذه النسبة قد تكون نسبة بناء وإنشاء او ربما نسبة سكنى واستيطان
كانت من المدن المعروفة والمشهورة فيما بين القرن 14 قبل الميلاد والسادس بعد الميلاد كما ذكر ذلك المؤرخ جورجي زيدان في كتابه ( العرب قبل الاسلام ) وعدد مدنا كانت قائمه في تلك الفترة ذات حضارة وهي ( مأرب وصرواح ومعين ونجران وصنعاء وشبوه وشبام وتريم وظفار وريدان ) .
==================================
انتضر الردود
عجيبة في هيكلها، عظيمة في بنائها ، شامخة في بناياتها لا يكاد احد يصدق أن مثل هذه المدينة العملاقة الطينية موجودة في أقصى جنوب الجزيرة العربية في قلب وادي حضرموت، نعم إنها شبام حضرموت.. ناطحات سحاب طينيه مغروسة في الصحراء ، هي مدينة المدن اليمنية وأكثرها شموخا ، كانت ولازالت عنوان لقدرة العامل اليمني على الابداع وعبقرية البناء الذي مازال حتى وقتنا الراهن مميزا في العمارة، ان بيوت ومنازل المدينة المختلفة المبنية من اللبن ترتفع بشكل مثير للإعجاب .
اول ناطحات سحاب في العالم
حالما يشدك الشوق لزيارة شبام فأنت حتما ستنتقل من عصر النهضة الصناعية والاليكترونية المعقدة إلى عصر الحضارة الزاهية القديمة المبسطة، وعندما تدلف إحدى البوابات الرئيسيه لأحد منازلها ستشم رائحة البخور ينقلك ذلك المشهد وتلك البوابة المنقوشة بأروع النقوش وتلك الرائحة المنعشة إلى 1000 سنه قبل الميلاد حيث التاريخ القديم المتمثل في حضارة زاهية دامت لقرون عديدة .
وحينما تجلس في مجلس الرجال ( المحضره ) وتقلب عينيك في ذلك المجلس فترى الاعمده التي تحمل السقف المزخرفة والمنقوشة وكذا الخزائن المحفورة في الجدران ذات الأبواب المنحوته وتنظر إلى خارج المنزل من نافذة ذات فتحه أو فتحات مزركشة وملونة بأحسن الألوان، ثم تقدم لك القهوة ( من البن اليافعي) او اليمني ( من المخا) ينتقل بك الخيال إلى حضارات عظيمة سادت ثم بادت..
بساطه في المعيشة مع فن في التشييد والبناء يزينه تواضع وحلم وكرم فماذا تريد أكثر من هذا ؟ تستنشق عبير التاريخ وتستلهم حضارة القرون والممالك اليمنية القديمة كل ذلك في منزل من منازل شبام العالية .
موقعها المتميز .
الناظر الى وادي حضرموت يرى ان موقع المدينة قد اختير بعناية فائقة فهي تقع بين ( جبل الخبه ) جنوبا والقارة ( قارة آل عبدالعزيز ) شمالا،لاتمر قافلة من الشرق الى الغرب او العكس الا عبرها .
اختير الموقع لتكون بحق عاصمة الوادي وملتقى القوافل المحملة بثروات ذلك الزمان البخور واللبان والمر والصبر والرياش القادمة من الشرق من ظفار ارض اللبان ومن الشحر الميناء القديم لحضرموت الذي تجلب إليه لطائف الهند والصين ومنه الى مدينة شبام وشبوه عاصمة مملكة حضرموت ومأرب عاصمة السبئيين ثم الى مصر او الشام وكذلك من قنا أيضا الميناء الثاني لحضرموت .
وحاصلات البخور واللبان هي بمثابة معدن الذهب في عصرنا هذا فهو ثروة لمنتجيه وتعتبر البلدان التي يأتي منها مقدسه حيث يستعمل في المعابد الفرعونية والفينيقية والهندوسية فهو بهذا ماده مقدسه في نظرهم يتقربون بها إلى أصنامهم.. وكان الحضارم يتنقلون مع قوافلهم تلك المحملة بالنفائس واللطائف عبر الممالك القديمة فاكتسبوا بذلك معرفه بالحضارات والأديان وخبره في التجارة وتسيير القوافل فكانت مدينة شبام مركزا لتلك القوافل وسوقا تجاريا بل ومهدا لحضارة سادت ثم بادت .
اصل التسمية والنسب :
سميت بهذا الاسم ( شبام ) نسبة إلى اسم ملكها ( شبام بن حضرموت بن سبأ الاصغر ) وفي رواية اخرى ان سكان شبوة عند تهدمها نزحوا الى هذا الموقع وسط الوادي وسموها ( شباه ) تم تحولت التاء الى ميم، وهذا ما يشير اليه الهمداني .
لكن البعض من المهتمين بتأريخ المنطقة يرى ان اسم شبام ربما يكون اسما لأحد الملوك او المكاربة ( حكام قدماء ) أو كاهنا أو قائد كبيرا في المنطقة في ذلك الوقت خاصة وان كثيرا من المدن تسمى بهذا الاسم، مثل شبام كوكبان وشبام الغراس وشبام حراز وغيرها من المناطق، ويقال ان اسم المنطقة يعود الى كونه اول باني لمدينة شبام حضرموت..
وتنسب شبام الى بانيها الحميري شبام بن الحارث بن حضرموت الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن سهل من زيد الجمهور ويرتفع النسب الى الهميسع بن حمير بن سبأ الأكبر من قحطان وهذه النسبة قد تكون نسبة بناء وإنشاء او ربما نسبة سكنى واستيطان
كانت من المدن المعروفة والمشهورة فيما بين القرن 14 قبل الميلاد والسادس بعد الميلاد كما ذكر ذلك المؤرخ جورجي زيدان في كتابه ( العرب قبل الاسلام ) وعدد مدنا كانت قائمه في تلك الفترة ذات حضارة وهي ( مأرب وصرواح ومعين ونجران وصنعاء وشبوه وشبام وتريم وظفار وريدان ) .
==================================
انتضر الردود