(( وأقول ان الحفيف هو نهر الذي لايزال جاريا حتى اليوم بجوارقبر النبي هود عليه السلام ، إلا انه نقص بفرق كبير عما كان عليه من قبل ماء وخصبا وعمارة ، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .
- ويصب في هذا النهر ماء واديين عظيمين ، يقال لأحدهما : عم ، والثاني : سر ، وهو مجرف عن رس حسبما يفهمه كلام ابن الوردي في خريدة العجائب ,وقال ايضا : ( وقيل إن الأحقاف : الخوط التي برؤس الجبال ، وكلا الوصفين موجود بلأرض التي بها قبر النبي هود عليه السلام ...) ثم ذكر رواية سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه التي رواها ابن جرير الطبري والحاكم وعيرهما ،
فكثير من الإثباتات التي تؤيد وجود قبر الني هود عليه السلام ،، فما غفلة المدللين على وجود قبر النبي هود بحضرموت عن هذه الحجه مع قربها وقوتها الى ما لا يختلجنا معه شك ، ولايداخلنا ريب من تواتر الكشف به عمن اشتهروا بصلابة الدين وقوة التقوى وشدة الورع والاحتياط ، فإنه وإن لم يكن الكشف حجة في الشرع إذا انضم الى ما سبق قد ينتهي الى اليقين ، وما زالت المهرة وأهل حضرموت يزورونه من قديم كما سبق ذلك عن الهمداني ، وقد بقي آل حضرموت على الإعتناء بزيارةه الى اليوم في شعبان من كل سنة .
- وقال السيد العلامه : صالح بن علي الحامد في كتابه (( تاريخ حضرموت )) :
( من اشهر وابرز المآثر القديمه بحضرموت قبر النبي هود عليه السلام ، الواقع قريبا من وادي برهوت شرقي فغمه بنحو عشرة اميال على سفح الجبل في الشعب المعروف بشعب هود .
- وكونه بحضرموت هو المنقول المتواتر خلفا عن سلف . وهناك اقوال اخرى بأنه بالشام او غيرها ، وعلى كل حال ، فلا يوجد قبر لنبي من الأنبياء غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يبلغ في صحة تعيين ناحية قبره ما بلغ منه قبر النبي هود عليه السلام . فقد كاد ان يطبق الؤرخون على انه بحضرموت .وفي القرآن ما يدل على ذلك ، إذ قال تعالى : (( واذكر اخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف )) ، وموضع الأحقاف - لاخلاف فيه - شرقي حضرموت .
- وقد كان وادي حضرموت قديما وحديثا يسمى بوادي الأحقاف ، وقد كان معروفا في عهد الجاهلية وما قبلها ، ثم في العهود الإسلامية ، وما زال معروفا يزار الى اليوم ...ثم قال الحامد : (( وإنما اعتمدنا ما اعتمدناه من تصحيح أن قبره بحضرموت إعتمادا على ما أطبق عليه المؤرخون والمفسرون وغيرهم من ترجيح كونه بحضرموت ، وهو القبول عقلا . وأما كون قبره هو المعروف اليوم فهو المتواتر عند أهل حضرموت رواه الأحفاد عن الأجداد )) .
- وقال السيد العلامة الؤرخ محمد بن احمد بن عمر الشاطري في كتابه (( ادوار التاريخ الحضرمي )) : ( وقد مات النبي هود بحضرموت فيما يروي كثير من المؤرخين وخاصة من كتب عن حضرموت ، وأصبح وجود القبر متواتر بمحله المعروف ، وكانت تقام سوق سنويه في الجاهلية في شعبان في المنطقة التي بها قبره بشرق حضرموت قرب بير (( برهوت )) الشهيره ، وهي كما وصفها بعض المستشرقين كهف عظيم عميق مظلم ذو تعاريج وتقاطيع يبلغ طوله ( 120 قدما ) وعرضه ( 450 قدما ) وعمقه ( 600 قدم ) .
- وفيما بعد الإسلام يتردد الحضارمة الى الموضع الذي اشتهر بوجود قبر نبي الله هود فيه ، وأصبح متواترا وجوده به كلما عن لهم ذلك لزيارته .
- ثم تأسست لهود زيارة عامه في القرن التاسع الهجري في شهر شعبان كل سنه ، وأصبحت موسما من المواسم العامة بحضرموت ، وتحدد موضح القبر هناك وبنيت مدينه حواليه في سفح الجبل الذي فيه القبر ، ولاكنها لاتسكن سوى عدة ايام في السنه وهي ايام الزيارة ، اما بقية العام فتبقى بيوتها خاويه خاليه ، ومما تمتاز به هذه الزيارة بأنها تتألف من جموع الرجال الغفيرة ، ويعدون بالآلاف ممن هم على عقيدة اهل السنة والجماعة والحمدلله ، من حضرموت ومن محافظات اليمن الأخرى ، وكذا من الحجاز ودول الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى ، ومن جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا وغيرها ، وهذه الزياره أشبه ما تكون بمؤتمر إسلامي سنوي ، وتشتمل الزيارة على فوائد كثيرة منها المجالس العلمية والدعوية ، والمحاضرات والمذاكرات العامة التي تنفع الحاضرين .
الى هنا وسنواصل الإستدلالات على وجود قبر النبي هود في الموضع المعروف .. انشاء الله تعالى ... ونعلم كل من عنده أي سؤال او إستفسار او إعتراض على ما ذكرنا ه سالفا فليتفضل .. فقط مع مراعاة اسلوب الحوار الإسلامي والأدب ...