موقع التكه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    :::::::::::::( عندما يرحل القمر ):::::::::::::::::::::

    herd boooooy
    herd boooooy
    ۞ مراقب عام ۞


    عدد المساهمات : 1418
    نقاط : 364
    تاريخ التسجيل : 20/01/2008

    :::::::::::::( عندما يرحل القمر )::::::::::::::::::::: Empty :::::::::::::( عندما يرحل القمر ):::::::::::::::::::::

    مُساهمة من طرف herd boooooy الجمعة نوفمبر 28, 2008 4:21 am

    لماذا يرحل وحيدا ؟

    لماذا لم يخبرها ؟

    لماذا غدر به البحر وهو الذي يركب موجه صباحا ومساء ؟

    عندما عادت النساء من ساحل البحر حاسرات الوجوه ترتسم على ملامحهن فواصل الحزن والاسى ضجت البيوتات بالصراخ والعويل ، ساقت هي خطاها المثقلة بالهموم الى غرفتها الضيقة احست بالاعياء والارهاق حتى كادت ان تسقط على الارض ، عينان متعبتان رمقت بهما اديم الارض الذي غطته ذرات الرمل الذهبية احست بان الارض مثلها متعبة فقد كانت تمور تحت رجليها النحيلتين بحثت عن شئ تسند عليها ذاتها المرهقة اصطدمت بحافة السرير فانغرست اطرافه المحدبة في فخذها النحيل ، احست بوخز الالم يسافر الى دواخلها ضغطت عليه بابهامها بفتور واخرجت من تحت وسادتها قطعة قماش بالية فربطت رجلها باحكام وتوسدت شعرها الكثيف ورمقت بعينيها السوداوين افق السماء الغربي شدها ذلك الضياء الممدد على جدر السماء المتسعة ، فتحت نافذتها فتسلل اليها ضوءه الهادي ونامت خيوطه الذهبية دون استئذان على سريرها الصغير القت بنظراتها الفاترة على وجهه المكور في صفحة السماء كان هو الاخر يبدو منهكا من رحلة الارتحال نحو مجاهل الوجود ، كانت بيوتات القرية تنام في صمت مخيف لا شئ يهزم الصمت غير حفيف الاوراق اليابسة التي تمردت على البقاء فحملتها ريح الشتاء والقت بها بين كثبان الرمل واكوام الحصى المبعثر ، الصمت المخيف استوطن كل شئ حتى موج البحر ارتمى بين الصخور الرمادية في سكون تام الصمت ... الصمت .. لا شئ يهزم قواه غير صرخات ونداءات القطط المتوحشة فمواءها يتسرب بين اللحظة والاخري الى دواخلها فيغرس فيها شيئا من الخوف ، ازاحت عن جبينها خصلات شعرها الشارد وعادت اليها لحظات التأمل العميق في وجه القمر المسافر رأته يدلف الى كهوف السحب ببطء حتى القمر يسافر ويرحل ولكن الى اين ؟ اليست لهذا الرحيل نهاية ؟

    عضت على شفتيها برفق وطأطأت رأسها المثقل بالهموم والاحزان انها الدموع تريد ان ترحل هي الاخرى عن مآقيها فتدلت قطرات منها وبللت خدها الوردي فمسحت اهدابها المبللة وكلما تذكرت ملامح وجهه الوضاء احتقنت عينيها بالعبرات الثائرة ، كان يقف هنالك تحت شجرة الصفصاف يلوح لها بالرحيل هو مثل الاشياء الاخرى اختار الرحيل ليتها تهزم خوفها وتلحق به لماذا لم يفكر ان يأخذها معه ، بكت بحرقة وانكفأت على بطنها دون وعي واجهشت بالبكاء بحثت عن خيوط القمر التي كانت ترقد على لحافها القطني وجدتها هي الاخرى رحلت ، تنفست بعناء بحثت عن وجهه المضئ رأته يذبل يرحل فقد كادت مجاهل الفراغ تبتلع رسمه

    القمر يسافر يرحل فمن يبقى لها انيس في ليلتها ، بدأ الضجيج يدب في بيوتات القرية وتلاشت مخاوف الصمت حتى الصمت يرحل ، ارتعشت اعصابها عندما راودت دواخلها انفعلات الرحيل ، لماذا لا ترحل هي الاخرى مثل كل الاشياء لماذا تبقى !!!

    اشتدت الريح وتغيرت ملامح الاشياء اختفى القمر ولون السماء الازرق اصبح فضياً ، اوراق الاشجار تساقطت مثل زخات المطر الوابل احست بان الارض تحت قدميها بدأت تمور اصابها دوار مخيف انه الرحيل كل شئ حولها يرحل ، نظرت موج البحر كان هو الآخر يرتطم بعنف على صخور الشاطئ صرخت ولكن ضاع صراخها بين دهاليز الضجيج دلف الى غرفتها غبار غاتم غطى كل شئ بدأت اشياءها تهتز وتتمرد على سكونها ليته كان بجوارها فكم هي تحتاجه ان يحميها من ثورة الطبيعة بكت بحرقة مفرطة توهمت ملامح وجهه الاسمر يقف عند بابها يمد اليه يده انه يدعوها للرحيل

    - انتظر ... خذني اليك

    كلما اقتربت منه كان يبتعد كانت تسمع صدى صوته

    - تعالى هيا انا هنا

    فتحت بابها الخشبي بقوة وهرولت مسرعة ورمت بنفسها بين لجة البحر الهائج وابتلعتها مياهه المالحة هو الرحيل الرحيل الى عالمه الغيبي ، ورحلت هي الاخرى في صمت كما رحل هو غموض مخيف
    حسين بن طالب
    حسين بن طالب
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 2238
    نقاط : -3
    تاريخ التسجيل : 15/06/2008
    العمر : 36
    الموقع : تومسون رود - سنغافورة

    :::::::::::::( عندما يرحل القمر )::::::::::::::::::::: Empty رد: :::::::::::::( عندما يرحل القمر ):::::::::::::::::::::

    مُساهمة من طرف حسين بن طالب السبت نوفمبر 29, 2008 4:02 am

    ربنا لا يحرمنا من مشاركاتك الحلوة

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أبريل 18, 2024 9:13 pm